منذ حوالي الثلاثة أشهر اكتشف في الصين ولأول مرة ما يدعى بـ فيروس كورونا الجديد covid-19 ومن بعدها انتشر تدريجياً حتى أضحى كارثة عالمية تهدد أمن الكرة الأرضية بأكملها
اقرأ أيضاً:
فيروس كورونا يُهدد اليوتيوبرز بشكل جدّي !
مواقع التواصل الاجتماعي وفيروس كورونا , خطوات مهمة !!
ولكن وكما أن الداية كانت من الصين فيلدو أن الصين أيضا هي من سيتخلص من الوباء مبكراً على عكس باقي الدول التي انتقلت إليها العدوى مثل ايران وايطاليا واسبانيا اللاتي لم تظهر نفس الحزم الذي أظهره التنين الأحمر
تقدم تكنولوجي غير معتاد
عند ذكر التقدم التكنولوجي دائما ما يظهر في مخيلتنا كوكب اليابان الذي سبق جميع دول العالم باختراعات تكنولوية وروبوتات لم يسبقه إليها أحد , ولكن بالنظر عن كثب لا تبدو الصين بعيدهة عن شقيقها الاسيوي من هذه الناحية فهي مليئة بالاختراعات التكنولوجية الغير مسبوقة من روبوتات وأنظمة مراقبة والتعرف على الوجوه والذكاء الاصطناعي. وهو ما استخدمته الصين بشكل حاسم لمحاصرة وتطويق وباء فيروس كورونا ,نذكر هنا بالتفصيل ما استعملته الصين في حربها ضد الفيروس
الروبوتات ضد فيروس كورونا

إن مشاركة الروبوتات في الحياة اليومية في المدن الصينية الكبرى ليس أمراً جديداً بل هم معتادون عليه نوعاً ما إلا أنه كان له الدور الحاسم في تقويض المرض إذ أكثر ما يتسبب في تفشي الوباء هو كثرة الاختلاط فانتقلت الروبوتات في الصين من الخدمة في الفنادق ومراكز التسوق إلى روبوتات تحارب فيروس كورونا .
فقد قامت شركة بودو تيكنوليجي Pudu Technology، التي تتخذ من مدينة شنجن مقراً لها، والتي تقوم بشكل عام بتصنيع الروبوتات المعدّة لصناعة الطعام، بتركيب أجهزتها في أكثر من 40 مستشفى في جميع أنحاء البلاد لمساعدة العاملين في المجال الطبي و في العديد من المستشفيات ،
تقوم الروبوتات أيضًا بإجراء التشخيص وإجراء التصوير الحراري. تستخدم شركة Multicopter ومقرها شنتشن الروبوتات لنقل العينات الطبية. و في شوارع المدن الكبرى مثل بكين أو شنغهاي رأينا روبوتات تمشط المدينة وتقوم بتعقيمها.

طائرات الدرون ( الطائرات بدون طيار)
تذكر التقارير أنه كان لطائرات الدرون دوراً حاسماً في محاصرة المرض عن طريق تنبيه أكبر عدد ممكن من الناس بطريقة غير مسبوقة , فقد طورت الصين طائرات بدون طيار يمكنها قياس حرارة العديد من الناس وتحديد أولئك الذين يشتبه بامتلاكهم للفيروس وتقديم التنبيه والنصائح لهم باجراء الفحوصات أو التوجه للمشفى و إرسال تقارير للسلكات للتدخل إذا اقتضى الأمر .
وكان للطائرات دور فعال في مراقبة الأرياف في مدينة ووهان الصينية و إطال جميع الانشطة التي قد تسبب في انتشار المرض أكثر مثل التجمعات أو عدم وضع الكمامات وكانت تقوم بتنبيه المواطنين عن طريق مكبر صوت مثبت عليها ويذكر أن لتنبيهات طائرة درون وقع أقوى من السلطات التقليدية وقابلية استجابة أكبر عن الناس
الخوذة الخارقة تكشف المصابين بـ فيروس كورونا
لعل هذا الاختراع الذي رأيناه هو الأكثر إثارة اذ أنه يسدمج مع عناصر الشرطة لتصبح عندهم قوى خارقة فهوعبارة عن خوذات ذكية يمكنها قياس درجة الحرارة في نطاق خمسة أمتار، وإذا كانت نتائج فحص أحدهم إيجابية، تبعث الخوذة إنذارًا، إن الخوذة، المصنعة من قبل شركة التكنولوجيا كوانغ شي تيكنوليجي Kuang-Chi Technologies، قادرة على قياس درجة حرارة أكثر من 200 شخص في أقل من دقيقتين.
الذكاء الاصطناعي بمواجهة فيروس كورونا
الذكاء الاصطناعي بأبسط أشكاله , ما هو وما هي أنواعه

كلما استطعنا تتبع الفيروس بشكل أفضل ، تمكننا من مكافحته بشكل أفضل. من خلال تحليل التقارير الإخبارية ومنصات التواصل الاجتماعي والمستندات الحكومية ، يمكن للذكاء الاصطناعي تعلم اكتشاف تفشي المرض. إن تتبع مخاطر الأمراض المعدية باستخدام الذكاء الاصطناعي
وهو بالضبط ما عمدت إليه الحكومة الصينية في أنظمتها . حيث أن للصين نظام مراقبة جبار يمكنها من متابعة جميع مواطنيها ومعرفة أماكنهم من خلال هواتفهم ومن خلال ملايين كاميرات المراقبة .
بالإضافة لاستعمال خوارزميات متطورة تمكنهم من الكشف عن تركيبة الفايروس وطبيعته وطريقة انتشاره بشكل أسرع . كما يمكن لمعهد الأبحاث الذي تديره علي بابا الصينية والذي يطلق عليه دامو اكاديمي إجراء اختبار الإصابة بفيروس كورونا ,باستخدام تقنية ذكاء اصطناعي بنسبة تبلغ 96% بمجرد فحص الأشعة المقطعية للمريض.
تطبيقات الهواتف الذكية

من ضمن الأدوات الفعالة التي استخدمتها الحكومة الصينية لتصنيف الأشخاص واكتشاف المرضى، تلك التطبيقات الذكية التي طورتها بالتعاون مع عمالقة التكنولوجيا الصينية، مثل شركتي علي بابا وتينسنت.
وأحد أبرز التطبيقات التي تم استخدامها كان تطبيق “الكود الصحي” الذي يعتمد على نظام تصنيف صحي مرمّز بالألوان يمكنه تتبع ملايين الأشخاص يومياً. وبمجرد إدخال الاسم والرقم الوطني في التطبيق، يمكنك معرفة خارطة الأشخاص المشكوك في إصابتهم بفيروس كورونا في محيطك. ويستخدم التطبيق 3 ألوان هي الأخضر والأصفر والأحمر، لتحديد ما إذا كان يجب عزل الشخص أو السماح بتواجده في الأماكن العامة، حيث يُسمح فقط للأشخاص الحاصلين على اللون الأخضر بالتواجد في محطات المترو والمكاتب الحكومية ومراكز التسوق، بينما يجب على ذوي اللونين الأصفر والأحمر البقاء في المنزل لفترات متباينة. وقد استخدمت أكثر من 200 مدينة صينية هذا النظام في المرحلة الأولى له، ومن المتوقع توسيع نطاقه مستقبلاً على مستوى البلاد، في حالة حدوث موجة انتشار ثانية للفيروس.

إضافة إلى كل ذلك هناك جيش من الباحثين الصينيين الذين يعملون بجد لإيجاد مضاد فيروس كورونا وبنية تحتية عملاقة مكنتها من بناء مستشفيان لاستقبال المصابين في أقل من 10 أيام بالإضافة لى آلاف الأمثلة مما يجعل ما قامت به الصين يشبه المعجزة وربما لن تستطيع كثير من دول العالم مجاراتها به.
Discussion about this post